العدالة الإلهية تلاحق الميليشيات والظالمين

العدالة الإلهية تلاحق الميليشيات والظالمين

العدالة الإلهية تلاحق الميليشيات والظالمين

بقلم: د. راهب صالح

من كان يظن أن الجبابرة الذين سفكوا دماء الأبرياء وهجّروا الآمنين ودمروا المدن ونهبوا الثروات سيذوقون مرارة الفقد والخذلان في عقر أوكارهم؟ من كان يتخيل أن عجلة العدالة الإلهية ستدور بهذه السرعة لتقتص من أيدي تلطخت بدماء العزل والمظلومين؟ لكن الله وعد ووعده الحق:
“وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين.”

الميليشيات الولائية – أذرع إيران في العراق – لم تترك جريمة إلا وارتكبتها في حق أهل السنة اختطافًا وقتلًا وتدميرًا وسرقةً وتهجيرًا ممنهجًا. أكثر من 49 ألف مختطف لا يُعرف مصيرهم حتى اليوم بعضهم فُقد قسرًا وبعضهم قُتل ودفن في مقابر جماعية كُشف عنها لاحقًا شاهدة على بشاعة ما جرى. مدنٌ مثل جرف الصخر وتلعفر والفلوجة والموصل وغيرها تحولت إلى أطلال بيد هذه العصابات الطائفية التي لم تكتفِ بالقتل بل عمدت إلى نهب الممتلكات ونقلها إلى إيران وكأنها غنائم حرب طائفية نجسة.

هؤلاء المجرمون الذين كانوا يتبجحون بانتصاراتهم الزائفة على الأبرياء بدأت لعنة الدماء تلاحقهم واحدًا تلو الآخر. قادة الصف الأول والثاني والثالث في حزب الله وفي فيلق القدس يسقطون تباعًا في عمق الأرض التي طالما عاثوا فيها فسادًا. حسن نصر الله الذي ملأ الأرض زعيقًا وتوعدًا أصبح اليوم مجرد ظل متهالك في كهف لا يجرؤ على الظهور إلا بصوت متهدج وصورة باهتة.

روسيا حليفة الطغاة لم تسلم من هذه اللعنة. من كان يظن أن ثاني أقوى جيش في العالم سيتحول إلى قوة متهالكة تغرق في مستنقع أوكرانيا عاجزة عن حماية نفسها داخل أراضيها بل تتعرض مدنها للقصف وطائراتها تُسقط في سمائها؟!

بل حتى الشيطان الأكبر إيران التي طالما تغنت بأنها تسيطر على أربع عواصم عربية تلقّت الضربات في صميم دارها. قُتل قادتها من داخل مقارهم وسُحقت منشآتها وارتبك نظامها وباتت تتلقى ضربات لم تكن تخطر على بالها من “أعدائها” وأحيانًا حتى من “أصدقائها”.

أما إسرائيل التي اعتادت قصف غزة واستباحة دماء أهلها فقد تحولت مدنها إلى ملاجئ وصارت تل أبيب تُقصف كما كان يُقصف الشجاعية وخان يونس في مشهد يعكس الميزان الإلهي الذي لا يُخطئ.

من كان يتخيل أن بشار الأسد السفاح الذي دمر سوريا وشرد شعبها سيتحول إلى دمية لا حول لها ولا قوة وجيشه إلى ميليشيا مشتتة تتسول الحماية ممن كان يمدّها بالسلاح والمال؟!

هذه ليست مصادفات… إنها سُنن الله في الظالمين وعدٌ نافذٌ لا يتخلف بأن القتلة والمجرمين لا بد أن يذوقوا من الكأس نفسها التي سقوها للضعفاء.

إن ما حصل ويحصل ليس إلا مقدمة لما هو آتٍ فالله لا يترك دعاء المظلوم يُرفع إليه عبثًا وقد وعد بنصرٍ مؤزر ولو بعد حين.

أيها القاتل الظالم… أبشر بالقصاص فإن الله يُمهل ولا يُهمل وسيسوقك إلى حتفك وإن ظننت أنك في مأمن خلف الأساطيل والجيوش والحدود.

فليطمئن المظلوم… فقد جاء حينه وها هي صواعق الجبار تُدوي ولن تكون هذه إلا بداية النهاية لكل قاتل ومجرم ومتجبر.

{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}

اترك رد