
المرصد العراقي للحقوق والحريات
بيان المرصد العراقي للحقوق والحريات
حول التصريحات الطائفية المحرّضة التي أطلقها المدعو عماد المسافر
يتابع المرصد العراقي للحقوق والحريات بقلق بالغ تصاعد الخطاب التحريضي والطائفي الذي بات يتكرر بشكل فاضح على ألسنة شخصيات محسوبة زوراً على الإعلام أو النشاط السياسي. وآخر هذه النماذج البائسة ما صرّح به المدعو عماد المسافر، من تهجم سافر وتحريض مباشر ضد المكون السني في العراق، في خطاب لا يمتّ بصلة لأي ميثاق وطني أو أخلاقي، ولا يمكن اعتباره رأيًا شخصيًا بقدر ما يمثل امتدادًا لنهج طائفي ممنهج يراد له أن يُبقي العراق حبيس دوائر الدم والكراهية.
إن هذه التصريحات التي وُصفت بـ”التحليل السياسي”، ما هي إلا دعاية طائفية سامة تفتح الباب أمام انتكاسات خطيرة في النسيج الوطني، وتُهدد الأمن المجتمعي، وتُعد انتهاكًا صريحًا للمادة 7 من الدستور العراقي، التي تحظر الفكر العنصري والطائفي، كما أنها تمثل مخالفة جسيمة لالتزامات العراق الدولية في مجال حقوق الإنسان.
نحذّر من أن تمرّ هذه التصريحات مرور الكرام. فالصمت الرسمي والإعلامي تجاه هذا الانفلات الطائفي لن يُفسّر إلا على أنه تواطؤ، وربما مباركة ضمنية لخطاب الكراهية الذي كان السبب الأول في موجات العنف والاقتتال التي عاشها العراقيون على مدى عقدين.
وعليه، يدعو المرصد:
السلطة القضائية إلى تحريك دعوى عامة ضد المدعو عماد المسافر، وكل من يروّج أو يتستر على خطاب الكراهية. هيئة الإعلام والاتصالات إلى اتخاذ إجراءات فورية ضد أي منبر إعلامي يمنح منصة لمثل هذه السموم. بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) إلى إصدار موقف واضح من هذه الممارسات التي تُقوّض أسس السلم الأهلي.
إننا في المرصد نعتبر هذه التصريحات جريمة تحريض على القتل والتمييز، ولا يمكن التعامل معها كـ”حرية تعبير”، لأن من يحضّ على الفتنة لا يمارس حرية، بل يُشعل فتيل حرب.
كفى صمتًا. كفى تواطؤًا.
المرصد العراقي للحقوق والحريات
30 نيسان 2025
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.